الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

قوم عاد ونبيهم هود ـ عليه السلام ـ







بسم الله الرحمن الرحيم

قصة : قوم عاد ونبيهم هود ـ عليه السلام ـ

عاد اسم قبيلة ويرجع هذا الاسم إلى أبيهم الأول ـ أي جدهم ـ وتقع هذه القبيلة في الأحقاف ما بين اليمن وعمان ( الربع الخالي ) والآن ليس لهم أثر البتة منذ ما أنزل الله عليهم العقوبة .
قوم عاد كانوا يعبدون الأصنام وعتوا في الأرض، وأذل القوي منهم الضعيف وبطش الكبير الصغير، فأرسل الله لهم نبيً من قومهم اسمه ( هود ) ليحدثهم بلغتهم ويخاطبهم بأسلوبهم وبين لهم سفاهة عبادتهم وبطشهم على الضعفاء وإقامة العدل بينهم كما أمر الله بهذا منذ أن خَلَقَ الخّلقْ .
كان هود من الأنساب الرفيعة والأخلاق الحليمة بينهم، فاختاره الله ليكون أمين رسالته وصاحب دعوته عليهم، لعله يهدي قومه وكبرائهم أصحاب العقول الضالة، فدعاهم إلى ما أُرسِلَ إليه من ربه، وأنكرَ عليهم الشرك وبين لهم من هو صاحب الحق في العبادة الخالصة، ونذرهم وقص عليهم قصة قوم نوح وما حل عليهم من العذاب والبطش بعد العناد، فردوا عليه بسخرية واستهانة وكبر وكذبوه واستبعدوا الحياة بعد الموت وأنكروا الحساب والعقاب والثواب وقالوا كما جاء في القرآن قوله تعالى : ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر . الجاثية 24 . وقالوا له كما في القرآن : فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين . هود الأية 32
فلما يأس هود من قومه، استمر في الدعوة إلا أن يأتي أمر الله وجاهد بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وتوكل بذلك على الله وقال كما في القرآن : ما من دابة إلا هو أخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم . هود 56 .
ولما جاءتهم العقوبة بعد عنادهم واستكبارهم رأوا سحاب عارض عليهم واستبشروا بالمطر المغيث الذي يروي أرضهم بعد عطش وجفاف ولكن قال لهم هود : ليس هذا سحابة رحمة وإنما ريح نقمة؛ قال تعالى : هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم . الأحقاف الآية 24 .
فلما اقتربت السحابة صَحِبَ معها ريح قوية فأصابت الأرض القريبة منهم وهي أتيه نحوهم، فرأوها من بعيد تعمل رحالهم ودوابهم من قوتها وتقذف بها إلى مكان بعيد، فخافوا وهلعوا وهربوا إلى بيوتهم قبل أن تصلهم ظنا منهم بأن هذا سيوقيهم من العذاب، فحملت الريح رمالَ الصحراء، وظلت سبع ليال وثمانية أيام متتالية، فدفنت الريح بيوتهم بالرمال الكثيبة وحجبت الرمال عنهم الشمس والهواء حتى ماتوا، فأصبح القوم بعدها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، وأمحى من التاريخ أمرهم وأثرهم؛ قال تعالى : وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون . هود الآية 117 .
أما هود فقد آوى إليه صحبه ومن آمن معه وظلوا بمكانهم تهزم حولهم الريح وتسفي الرمال وهم آمنون مطمئنون حتى هدأت الريح وصفا الحال ثم انتقل إلى حضرموت ( اليمن ) وقضى بعدها البقية الباقية من عمره .

كتبه / مهند بن ناصر الخبيزي


Twitter : @mohanad1408




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © تَهَاويلي