الخميس، 28 فبراير 2013

قلعة الرذيلة


بسم الله الرحمن الرحيم

قلعة الرذيلة



الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وبعد .

عندما نرى قِلاع الإسلام، وحصنها في بلادِ المغرب العربي، تُحوّل إلى دورِ دعارة، فنحن نرى إلى زوالِ الأمجاد التي بقيت نتغنى بها طربا، وتنفيسا على الإنحطاط الإستعماري الذي غشي العقول، وأجاع البطون؛ دولاً فُتِحت في صدرِ عصر الإسلام، سالت بها الدماء، وقُدِمت لها الأرواح، وبنيت لها الصِراح، لرفع قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، اليوم هي محطة للرذيلة، فأي تاريخ سيكتب وأي وجه سنقابل به جل في عُلاه ؟

ما شاهدناه في رحلة الداعية حسن الحسيني جزاه الله عنا خير الجزاء في شجاعتهِ، ومروءتهِ، ودخوله في قعرِ دارِ من دور الإسلام التي فَتَحُها العبادلة السبع، اليوم هي دار من دورِ الرذيلة، والمتاجرة في أعراض نساء المسلمين، إستغلالاً لجهلهن، وفقرهن، وجوعهن، نساءٌ بكن عندما ذُكر اسم الله ـ جل جلاله ـ نساءٌ اتعظوا عندما سمعوا لفظ جلاله، التي صدحت جدرانها، وتعطشت أسماعها، وصرخت زواياها، وزلزلت أركانها، ذكرا لله سبحانه وتعالى .

وفي هذه الجولة المباركة، والشجاعة المشهودة، نوقن أن تلك النسوة افتقروا الدعوة إلى الله، وتذكيرهم به، وتجديد أرواحهم الإيمانية، وتطهير عقولهم من الإستبداد الإستعماري، الذي ولى عليهم حكام السوء، والعلمنة، واللبرلة، حتى شاع الجهل في دينهم، والتخلف في ديناهم، فكم هم في حاجة إلى الدعوة أشد من حاجتهم إلى الصدقة، وفي هذا الربيع العربي، سنحت الفرصة لأهل الدعوة، والعودة إلى تلك المشاريع المأجورة ـ بإذن الله ـ والتي كان فعلها جريمة جنائية تحاسب أشد العقاب، هلموا إلى الخير يا عِباد الله .

وبلا شك هُناك دور أخرى، تستغل النساء، وتنهك بها الأعراض، فقد غشي على بلاد المغرب العربي عقودا على الاستعمار الغاشم، وغياب الإعلام النائم، الذي في غالبه يُكمل تلك المسيرة الاستعمارية في جر المرأة المسلمة لتبرجها، ورذيلتها، وحريتها المزعومة المكذوبة، وجرها للوقوع في الفخاخ، حتى سمعنا تلك الأصوات الصارخة التي تستنجد المسلمين لإنقاذهم مما هم عليه  من سطو الرذيلة، وعلاج حالتهم الاجتماعية، والاقتصادية، فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم في الصحيحين : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى".

فقد طالت على الأمة الإسلامية دهور على الإنحطاط، والتخلف، بينما هي من أشعلت نور النهضة والمعرفة، ونحن في هذه الحقبة الزمنية، والمتغيرات السياسية، في تقسيم الأمة، وتعدد أحزابها، نريد صحوة إسلامية تتحد تحت راية التوحيد أولا وأخيرا، وعلى أهل الدعوة ـ الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر ـ أن ينفضوا جببهم من تلك الأتربة المتكدسة، والدخول بقوةٍ وجراءةٍ إلى تلك الدور، وغيرها من دور الفساد، فهم في أشد الحاجة إلى الدعوة بأسلوبها الحسن، في تقديم الهدية، والكلمة الطيبة، التي تحببهم في ذكر الله ـ جل جلاله ـ واللجوء في ذكره بالسراء والضراء، والعون لهم حتى تلين القلوب وتتفتح الأبصار .

وفي المقابل لا ننس بأن لنا أخوة في أصقاع الأرض، مشرقها ومغربها، يشتكون جوعا وعطشا، وهم في أشد الحاجة لنا يستنجدون بنا، ونخشى عليهم الغلة والاستغلال، فإن لم نلبي لهم فسوف نُسأل في يومٍ لا ينفع مالاً ولا بنون، ومن أين كسبنا مالنا وفي أي شيء صرف، فقد قال الله تعالى : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
وقال تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران 104 .

وقال تعالى : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ... ) آل عمران 110 .

مهند بن ناصر الخبيزي
mohanad1408@



جميع الحقوق محفوظة © تَهَاويلي