بسم الله الرحمن الرحيم
تخريجات إعرابية في الآية الكريمة ( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) .
القاعدة المعروفة في النحو العربي بأن أداة ( إن ) تنصب المبتدأ وترفع
الخبر، فبعض المغرضين قالوا انتقاصا وشكاً في القرآن الكريم : بأن في هذه الآية
خطأ نحوي، فكيف يكون ذلك عند حد زعمهم، وكأنهم أرادوا أن تكون الجملة، إن هذين
لساحران .
وهذه خمسة تخريجات ذكرها الدكتور الفاضل / فاضل بن صالح السامرائي ـ
حفظه الله ـ وهي الآتي :ـ
التخريج الأول : أداة ( إن ) مخففة،
واللام الفارقة في كلمة ( لساحران ) دلالة على تخفيف الأداة، ولو لم تجد اللام
الفارقة لكانت أداة ( إن ) مثبتة فحينها يجب أن تعمل عملها في نصب المبتدأ ورفع
الخبر .
التخريج الثاني : قد تكون ( إن ) بمعنى نعم، وهذا موجود في اللغة
العربية، كقول الشاعر :
بكر العواذل في الصباح .. يلومنني وألومهن
ويقولن شيبٌ قد علاك .. فقد كبرت فقلت إن
وكذلك قد ورد في كتب النحو بأن أحداً قال لابن الزبير : لعن الله ناقة
حملتني إليك . قال : إن وراكبها . بمعنى نعم وراكبها ,
التخريج الثالث : بعض القبائل العربية تجعل ألف التثنية مطلقة في
الرفع والنصب والجر، وقد سألت الدكتور / سليمان بن عبد العزيز العيوني ـ حفظه الله
ـ عن ذلك فأكد لي الإجابة بأن بعض القبائل في جزيرة العرب تجيزها، فالقرآن الكريم
استعمل لغات العرب، فقد تكون هذه لغة من لغاتهم .
التخريج الرابع : قد تكون ( إن ) ضمير الشأن كقول : إنها ذان لساحران .
التخريج الخامس : إن من أدوات الإيجاب في اللغة العبرية القديمة بمعنى
نعم، ففي العبرية القديمة "هن" وكذلك في اللغة الأرامية "هن" ، وقد تكون استخدمت
هذه الأداة في هذه الآية خصيصا بمعنى نعم، للعبرانيين لموسى وأخيه هارون ـ عليهما
الصلاة والسلام ـ وتكون بمعنى ( نعم هذان لساحران ) وهذه من البلاغة القرآن التي
تستعمل الكلمة في مقتضى الحال وهذا من أعجب الاستعمال .
ورداً على المغرضين المشككين في إعجازٍ القرآن الكريم وتحديه للعرب
بأن كفار العرب ـ آنذاك ـ أهل اللغة والبلاغة لم ينكروا على رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ في إعراب هذه الآية لأنها معلومة لديهم، والمعرض لو يعلم ذلك فلم ينبس
ببنت شفه .
كتبه : مهند بن ناصر الخبيزي