الأحد، 2 نوفمبر 2014

الحياةٌ هي المَوت،

الحياةٌ هي المَوت،
خُلِقنا على هذه القوالب من الأجسادِ، وظَهرتْ مِنْ أصلابِنا بعضٌ مِنَ الأحفادِ،
نُجَمّل القوالب المنحوتة من الفخارِ اللازب، ونُزينها من كلِ لونٍ حازب،
ونخشى الخروج من الأوعية المقوْلبة، بعد ما تعلمنا من كتب العوْلمة،
لماذا الحزن على الأحياءِ أيها الأموات؟
تولدون بكاءً على الشقاء، وترحلون هناءً على القضاء،
ندفن أحياءنا ودموعنا تَنْهَمر، وهم بحياتهم علينا تَنْحَسر،  
الماءُ لا تخشى على نفسِها التبخّر، والنارُ لا تخشى على نفسِها التسعّر،
ففي التبخر انطلاقة إلى العنان، وفي الحرقة تحولٌ إلى الحنان
ويعودُ كلُ شيءٍ إلى أصلِه، ويذهبُ كلُ حيٍ إلى فصلِه،
فقد بكت فاطمة الزهراء بمرض بأبي هو وأمي،
ثم ضحكت مسرورة بخبر أول من يلقى سيد الأممِ،
الأحياءُ يتلاقون بعد الغياب تحت الثرى،
وقد تشوْقت الأرواح بآبائها بعد العرى،
أيها الأموات،
ودُّعوا أحياءكم وبلغوهم السلامَ لآبائكم،

فاللقاءُ قريبُ، وإن طالَ غيابُ الحبيبُ 

مهند بن ناصر الخبيزي
جميع الحقوق محفوظة © تَهَاويلي