السبت، 28 أغسطس 2010

عواء الضباع طاش ما طاش

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا بفضل كرمه، وأبصر قلوبنا وأنار عقولنا، والحمد لله الذي أنعم علينا نعمة التمييز بين الحق والباطل، والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن أتبعهم إلى يوم الدين : وبعد
عندما أنعم الله على أمريكا بفضل العلم والغرب على وجهه العموم في تربية وترويض الحيوانات بجميع أصنافها أكانت برية، أم بحرية، أو برمائية، والمفترس منها والأليف، وتدريبها على ما يبغون فعلة، لم ينجحوا بذلك فحسب، وإنما استطاعوا أولائك ونجحوا على تدريب الشياطين من الأنس وبالخصوص ضباعهم الذين يقطنون بين أظهرنا، وهذا يعتبر أنجاز علمي وابتلاء لهم وعليهم ومن أطاعهم، وليعذرني قارئي العزيز على هذا التشبيه ولقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة هود الآية 38 : ( قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) ضباع الأنس هؤلاء سخروا منا وتمادوا بسخريتهم وتدربوا على أيد أعمامهم، والبعض منهم تدرب تلقاء من جراء تنشئته الاجتماعية وضعف الوازع الديني والأيمان في قلبه، وانعدام الغيرة وحب إشاعة الفاحشة بين المسلمين، وعرضهم لهذا العواء في شهر القرآن ، فهؤلاء الضباع مكروا بالسخرية وضحكت قردتهم منها، وهم مستمرين على فلسفة الخداع وتدليس الضباع للسم بالعسل ولا إضافة على ما كتبت في مقالاتي السابقة .
ضباع طاش ما طاش في هذا العام تمادوا بالسخرية على معتقدات ديننا، والاستهزاء بالمتدينين، وتجرؤوا على علماء الأمة وطلابها بطريقة طائشة كطيش الغراب على الطعام أن لم يكن هناك رادع، وأن أستمر هذا المسلسل لأعوام قادمة فأعذروني أن أقول أن من أسباب التشدد والإرهاب الذي نراه في كل حين وأخر، سببه هذا اللغو أن أستمر التجريح والسكوت عنه، ولقد بلغ السيل الزبى لهؤلائك الضباع وتناجينا لأصحاب الشأن وصدق الشاعر عندما قال لقد أسمعت لو ناديت ولكن لا حياة لمن تنادي، وإلى متى صمت المسئولين وأصحاب الشأن لعبث الضباع وسخريتهم على ديننا وهدينا في شاشات تمثل بلادنا، وإلى متى السماح لنزع الثقة لعلماء الآمة والسخرية بهم وكأنهم حدابيراً شارفة لا تسفاد منها، والأكبر من ذلك والطامة، استهزائهم بالعلامة الشيخ عبد الرحمن البراك لفتواه جواز قتل الفسقة مبيحي المحرمات والمنكرات ودمروها بالدراما والتي كأنه يناقض نفسه داخل بيته مع الخادمة وملامسته بها وخلوا أبنته مع السائق، ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا حتى ولو دلسوا المسميات ولا سيما زيارة المستشفى للكشف عن بصرة ولله من وراء القصد .
لم نكن نسمع قبل ذلك التحريض بعقول الناس والمسلمين بسمعة العلماء والتشويش عليهم والتشكيك بهم وبمقدرتهم على إصدار الأحكام والفتاوى، وإنما هذا الموسم من حلقات طاش ما طاش طغوا أشد الطغيان من الأعوام السابقة، وكان من قبل يضحوا بحلقة أو حلقتين ثم يتحرّوا ردة فعل المسلمين منهم، حتى هرب منهم من هرب إلى دبي وما جاورها، وبقي من بقي كونهم لم يضحوا بأنفسهم لهذه السخريات والاستهزاءات كما زعموا، والعجيب غياب السدحان في هذه الحلقة ! فمن فلسفة التنصير إلى تشويش مفهوم الاختلاط بين الحرام والمباح وأستغبائهم بأنفسهم ليغبوا من لا يفقه لحدود الشريعة التي شرعها الله سبحانه، ويناقضوا أنفسهم بمعنى حرية التعبير واحترام الآراء بنقد الشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله الأحمد باقتراحه أعادة تصميم هيكل الحرم المكي وتوسعته وذلك للنظر البعيد والاستراتيجي للمشاعر المقدسة وشبهوه بإبره الأشرم لأنه لا يليق بفكرهم ويخالف تيارهم، وقد تساءل البعض هل الشيخ الأحمد أقترح بهدم الكعبة أم هدم بعض المباني المجاورة للحرم وتوسعتها، ولم يكتفوا بالكتابة في الصحف الورقية فقط، بل ازدادوا نقداً حانقا حتى سخروا منه في دراما طاش ما طاش، وسيستمر هؤلاء أن لقوا الرضا والصمت .
قضية الاختلاط وتمييع مفهومها بين الحرام والمباح والخلوة ولا سيما الجدل المكرر من قبلهم في جميع طروحاتهم على الورق والفضاء وهو الهم الأول والأكبر لهم، وكأنها لا تجلب المفاسد وتجلب المصالح، وأين المصالح الموضوعية أن كانوا يرونها، وقد يتساءل البعض لهؤلاء الليبرالية كما أطلقوا على أنفسهم، لماذا هذا الاهتمام لهذه القضية وكأنها القضية البرزخية التي تفصل بين التخلف الذي نعاصره والتقدم المرجو منه؟ وهل التقدم العلمي والتطور العمراني سينهض أن تم السماح لهذا الاختلاط أنفا ذكر حكمة الشرعي بين الحلال والحرام ؟ فيا أيها الليبرالية لقد سئمنا منكم ومن هذه الهرطقات الباطلة والخزعبلات الشهوانية، وأن كنتم تريدون لأنفسكم ولنسائكم التبرج والصياعة، فأذهبوا إلى أعمامكم وحلفائكم وأقنطوا في أراضيهم، ودعونا لديننا وحفاظنا فلن تجدوا لدينا ما تبتغونه، فأين حريتكم للتعبير والآراء في الطرح كمشروع الشيخ يوسف بن عبد الله الأحمد، أم أنتم كارهون دينه وعقيدته ؟ وأين أنتم على الإرهاب المحض كطلب فصل أحد المناطق السائدة من الشيعة ولم نجد حرفاً واحد أو حلقة واحدة لنقد هذه الأفكار الهدامة أم أنتم حلفائه أيضا ؟
منذ سنوات منصرمة تجرأت ضباع طاش ما طاش وكتابها بسمعة علمائنا والتشويش عليهم، واستمروا بفلسفة التدليس وغسل العقول، وليس هذا استهزاء على أفراد معنيين وإنما استهزاء بديننا وأحكام شريعتنا، ولا يسعى هذا المسلسل إلا نشر سموم أفكارهم ودمارها، ولم نسمع منهم نقداً واحد على صاحب وصف الحديث الصحيح بالحديث المتوحش، وأيضا لم نسمع نقداً لصاحب وصف الله تعالى والشيطان في عملة واحدة، فهم يريدوا أن يكونوا لهم تياراً في بلادنا معترف به من قبل الدولة، ودائما نسمع ترديد تيار تيار في حلقاتهم، فضحوا أنفسهم وكشف سرهم ليدلسوا مفهومها عند العامة، وهذه الفوضى والمخططات لا يسمح بها مسلم إطلاقاً، وأن كانت حلقات الضباع نفذت فليعلنوا إغلاقها، ولا سيما إلحاق المسلسل الذي يليه في نفس هذه الحلقة وهمزهم للاختلاط كأنها تبرئة يرددها المسببين لكارثة جدة المفجعة، وأن كان هناك نصح لبعض الأخطاء التي بدرت من طلاب العلم فلينصحوا بالتي هي أحسن وليست بطريقة السخرية على سنن المصطفى علية الصلاة والسلام فهذه المنابر يراها من كل فج عميق، فأين الثقافة التي أطلقوها على أنفسهم، فلم نرى منهم إلا الطيش وإفراغ الغيض .
وأخيرا أملي من الله ثم من خادم الحرمين الشرفين أن ينظر لهؤلاء ويمنع عوائهم كما منع المحرجين للإفتاء، وسأل المولى عز وجل لهم الهداية والصلاح لنا ولهم والحمد لله رب العالمين .

بقلم / مهند بن ناصر الخبيزي

Mohanad1408@hotmail.com

هناك تعليق واحد:

جميع الحقوق محفوظة © تَهَاويلي