الخميس، 31 ديسمبر 2009

المعاقين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والحمد لله عدد ما خلق ، وعدد ما في السموات وما في الأرض ، والحمد لله الذي سخر لنا كثير من النعم التي لا تحصى ، وفضلنا على كثيراً من عبادة . أما بعد :

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ضعيفا ، ومـيزة عن كثير من خلقة ، فيعيش بهذه الـدنيا بكامل قواه الـجسدية والـذهنـية ، ولكن يا ترى هل هذه النعم الجسدية والذهنية تدوم لكامل مرحلة حياته ؟ بلا شك فالجواب ( لا ) ! ، فلو أعطينا أنفسنا قليل مـن الـوقـت وذهبنا إلى أحـد مستشفيات ذوي الاحتياجات الخـاصة ( المعاقين ) ، أو أحـد مؤسسات لـرعاية المعاقين ، فلننظر ما يتحسر به القلب وتقشعر به الأبدان ، من الحياة التي يعانيها المعاق من مواجهة الصعوبات ، لمسايرة حياته ، وفعل احتياجاته . دعوني أذكر لكم بعض من المعانات التي يعيشها أحد أصدقائي مع طفلته المعاقة جسدياً والتي لا يتجاوز عمرها العاشرة .
يقول والد المعاقة : أنجبت زوجتي 3 أطفال بكامل قواهم الصحية والعافية ـ ولله الحمد و المنة والشكر ـ ثم أنجبت بعدها الطفلة الرابعة وكان هناك خطأ طبي عند الولادة فحدثت بعدها أعاقة جسدية لطفلتي ، والآن أنا أسير بحالة يرثا لها لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، فكم نجاهد باليوم الواحد لمسايرة طفلتي المسكينة التي تعاني عندما ترى الأطفال يلعبون أمامها وهي تتحسر تريد أن تلعب معهم ولكن ليس لديها إلا البكاء ! .
نحزن كثيراً ، عندما نفتح شاشة التلفاز أو نتصفح مجلة أو صحيفة محلية ونقرأ عن هموم ومعاناة المعاقين الذين هم جزء مننا بهذا المجتمع الكبير ، فكم لديهم من طموحات ورغبات مثلهم مثل أي إنسان يدب بهذه الأرض . فيا ترى فهل نفكر قليلاً من الوقت أن جعل أنفسنا مكانهم ؟ . فحان الوقت أخي القارئ أن لا نجعل هذا المعاق معزول عن هذا المجتمع ، فلنبادر جميعاً بفعل المساواة بيننا ، ولا ننسى أنهم أمانةً في أعناقنا ، فأناشد أولاً الجهات المسئولة الرسمية كمؤسسات رعاية المعاقين والجمعيات الخيرية ، وغيرها ، فهم الأقرب ، والأهم بذلك ، ولديهم الاستطاعة لتلبية رغباتهم وأحلامهم التي تدمع أعينهم لتحقيقها ، ثم أناشد الأسرّ القريبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين ) فهم العون لهم بعد الله سبحانه وتعالى من الدرجة الأولى لرفع معنوياتهم وتحسين مستوياتهم الذاتية والعلمية ، وأخيراً فيحبذا أن نبادر بالوقاية من حدوث مثل تلك الحالات من مسبباتها كـالفحص قبل الزواج وحِسن تغذية أطفالنا والسلامة لهم من المخاطر .

هذا ما خطة أنين قلبي فكتب بقطرات دمائه فأراد أن يسمعه الجميع .

والســـــلام عليـــــكم ،،،
الكاتب / مهند ناصر الخبيزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © تَهَاويلي