الجمعة، 20 أغسطس 2010

تنمية الذات بمخالطة الصالحين

تنمية الذات بمخالطة الصالحين{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَال...ْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } [ سورة الكهف : 28 ]أمر من الخالق سبحانه وتعالى لمعية ومعايشة الذين يعبدونه ويحبونه في جميع الأحوال .وفي آية أًخرى يذكرنا القرآن المجيد ويأمرنا أن نكون في دائرة الصادقين وذلك بعد الإيمان والتقوى .لهذه الضرورة بين الله سبحانه وتعالى النتائج الحقيقية لهذه المخالطة والصداقة والمعايشة .{ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } ولا شك في إظهار وإعلان النتائج يوم لا ينفع مال ولا بنون إِلاّ من أتى الله بقلب سليم .{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً } .من هنا نعلم أن الإنسان لا يستغني من غيره ولا يستغني من صديق صادق صالح و يجب علينا الاختيار الصائب إن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حق الجليس يعتبر أوضح دليل على مسائل النفع والضرر المتعلقة بنوع الجليس ؛ حيث يقول عليه الصلاة والسلام : ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة ) قسّم الرسول صلى الله عليه وسلم نوعيه الجليس إلى قسمين :القسم الأول : الجليس الصالح يمنحك لما عنده من علم ومعرفة وخلق حسن ويدلك مواطن الخير والصلاح ولا يؤذيك بشيء ويذكرك بالله .القسم الثاني : الجليس السوءيعرضك للمخاطر والمخاوف ويدفعك نحو الفساد والزلات و يشوّه سمعتك وبالاستمرارية يؤثر في السلوك حتى يطبع انحرافاته طبائع عندك .لذا حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية اختيار الصديق ؛ لأن له الحظ الأوفر في صحبة المرء حين يقول ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) في هذا الحديث الشريف عدة فوائد وأحكام حول مسألة الخلة وصحبة الصالحين :1لا بد للمرء المؤمن أن يبحث عن صاحب صالح .2بيان مدى التأثير المتبادل بين الأصحاب .3إمكانية تحول الصديق نحو صديقه .4ويعتبر الخلة من الأسباب الرئيسية لرضى الله سبحانه .5لا بد من التقييم الشرعي للصديق حسب فهم الحديث ( فلينظر أحدكم من يخالل ) ..من صاحب اُلمصلين صلى .. ومن صاحب المُغنين غنى!!!
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين ، أما بعد : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه أنه قال : (( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة )) قالو لمن يا رسول الله ؟ قال : (( لله ، ولكتا...به ، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) [ رواه مسلم ] * وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) [ متفق عليه ] . * وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم . [ متفق عليه ]. * فالنصيحة - أخي الحبيب – ليس كما يراها البعض تدخلاً في شؤون الآخرين بغير حق ، وليست إحراجاً لهم ، أو انتقاصاً من شأنهم ، أو إظهار لفضل الناصح على المنصوح ، بل هي أسمى من ذلك وأرفع ، إنها برهان محبة ، ودليل مودة ، وأمارة صدق ، وعلامة وفاء ، وسمة وداد . * النصيحة : أداة إصلاح .. وأجور وأرباح .. وصدق وفلاح . * النصيحة : باقة خير يهديها إليك الناصح . * النصيحة : نور يتلألأ لينير لك الطريق . * النصيحة : قارب نجاة يشق عباب أمواج الفتن الهائجة لتصل إلى بر الأمان . * النصيحة : عبير طهر في خضم طوفان الشهوات . * النصيحة : شذا عفاف يدعوك إلى الله و الدار الآخرة . * النصيحة : حق لك على الناصح وواجب على الناصح تجاهك . ---------------- _فلتفسح : للنصيحة مجالاً في صدرك . * اعلم : أن الناصح ما دعاه إلى نصحك إلا محبته لك وخوفه عليك . * واعلم : كذلك أن الناصح ما هو إلا ناقل لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإذا تواضعت له وقبلت نصحه ، فقد تواضعت لربك جل وعلا ، واتبعت نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا رفضت النصيحة ورددتها ، فقد رددت – في الحقيقة – كلام ريك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . * واعلم : – أيها الحبيب – أن بداية الإصلاح هو رؤية التقصير والاعتراف به والنظر إلى النفس بعين المقت والازدراء ، فلا تجادل بالباطل ، واعترف بخطئك ولا تتكبر ، فإن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . * وعليك : بعد اعترافك بالخطأ - إن كنت واقعاً فيه – أن تترك هذه المعصية ، وتندم على فعلها ، وتعزم ألا تعود إليها في المستقبل . * وإذا : شكرت الناصح ودعوت له ، فإن هذا من كرمك وسمو نفسك ، واعترافك بالفضل لأهله ، وإن لم تفعل فإنه لا يريد منك جزاءاً ولا شكورا . _______________ هدفنا في هذه الورشة : اتخاذ طريق الاستقامة لضمان حياة أفضل في رحاب الاسلام والقرب الى الله عز وجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © تَهَاويلي